تنظيم ورشة عمل عن أساسيات الحفاظ على التراث المبني

 

يقوم التراث الثقافي العمراني في دول الخليج العربي بدور أساسي في توثيق تاريخ وتطور المنطقة، فهو يعكس التقاليد المعمارية العريقة والتنوع الثقافي الكبير والتطورات الحضارية الممتدة. وفي ضوء الاهتمام العالمي المتزايد بهذا التراث، تبذل المؤسسات الثقافية الرسمية جهوداً أكبر خلال السنوات الماضية من أجل ضمان حفظه وانتقاله للأجيال القادمة.

وضمن سعي دولة الكويت، ممثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى الحفاظ على تراثها المبني، دشن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي اليوم في مقرّه بالمنامة في مملكة البحرين ورشة عمل “أساسيات الحفاظ على التراث العمراني  “، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت وهيئة البحرين للثقافة والآثار ما بين 21 و 24 أبريل 2024، بمشاركة مجموعة من خبراء التراث الثقافي من الكويت.

هذا وتتمتّع هيئة البحرين للثقافة والآثار بخبرة هامة وفريدة على مستوى المنطقة في مجال حفظ وترميم التراث العمراني ، وذلك من خلال مشروع موقع “مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة” والمسجل على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث تمكنت الهيئة عبر هذا المشروع من ترميم عشرات البيوت والمباني التاريخية التي تعود إلى فترة تجارة اللؤلؤ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهو ما أكسبها معرفة واسعة في مجال الترميم والمواد وتقنيات الحفظ، والتي يمكن تطبيقها في أماكن أخرى في دول الخليج المجاورة.

وتهدف ورشة العمل هذه إلى تعزيز المعرفة الأساسية في مجال ترميم التراث العمراني، حيث تقدّم للمشاركين فرصة اكتساب مهارات تقييم وفهم حالات المباني التراثية وأبرز ظروف التدهور التي تتعرض لها. بالإضافة إلى ذلك، تعطي الورشة مساحة لتبادل الخبرات والمعلومات بين المختصين في الكويت والبحرين، وتشجّع التفكير النقدي في مناقشة وتقييم أفضل المنهجيات لحفظ التراث في المنطقة. كما تقدّم أيضاً فرصة للاطلاع مباشرة على عدد من مواقع التراث بالبحرين كقلعة بوماهر، بيت فخرو وبيت الجلاهمة ومسجد سيادي وغيرها، وذلك عبر زيارات ميدانية وتطبيقات عملية هدفها استكشاف التحديات العملية لمشاريع الحفظ الأثري.

وتتأمل الجهات المتعاونة في ورشة العمل إلى تحقيق نتائج هامة تتضمن تعزيز معرفة المشاركين في عمليات حفظ التراث مع التركيز على التحديات التي يمكن أن تواجههم في الكويت والاستفادة من مشاريع وخبرات مملكة البحرين في هذا المجال. كذلك من المتوقع أن يكتسب الحاضرون معرفة إضافية حول المواد المستخدمة في المباني التراثية وكيفية إجراء دراسات تقييم المباني واختيار الأسلوب المناسب للتدخل والترميم. ومن بين أهم ما تسعى الورشة له هو بناء شبكة من العلاقات ما بين الخبراء في كلا البلدين بما يعزز جهود الحفظ والصون لدى الجانبين.

وسيتبع ورشة العمل في مقر المركز الإقليمي بالبحرين، مرحلة ثانية ستقام في دولة الكويت بهدف البناء على المعرفة التي اكتسبها المشاركون من خلال الاطلاع على تجربة المملكة وهو ما سيتيح لهم فرصة تطبيق هذه المعرفة على المستوى المحلي.