رحلة خزان مياه نقل خزان مياه إلى مشتل شجرة دم التنين في هضبة فرمهين (سقطرى) سقطرى – المرحلة الثانية من مشتل النبات

اغتنم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي فرصة وجوده مؤخراً في سقطرى ليعمل مع جهة الاتصال التابعة له في هذا الأرخبيل اليمني لنقل خزان مياه كبير كان يحتاجه مشتل النباتات المستوطنة الذي تم إنشاؤه في منطقة فرمهين الجبلية المحمية، موطن شجرة دم التنين الأيقونية “دراسينا سيناباري” (Dracaena cinnabari).

وكان خزان المياه هذا قبل وصوله إلى فرمهين قد خاض رحلة محفوفة بالمغامرات، بدأت بعملية تصنيعه في مدينة عدن بالبرّ اليمني، ثم نقله براً إلى ميناء المكلا في حضرموت على بعد 800 كم، لينطلق بعدها في رحلة عاصفة على متن قارب صيد عابراً 600 كيلومتر أخرى في مياه المحيط الهندي المتلاطمة. وعند وصول الخزان إلى حديبو، تعرّض لعدة عواصف شديدة في وحدة تخزين في الهواء الطلق لم تلحق به لحسن الحظ سوى بعض الأضرار الطفيفة.

وبعد أن هدأت العواصف أخيراً بدأ خزان المياه رحلته صعوداً إلى أعلى الجبل نحو وجهته النهائية، وهي مشتل نبات فريمهين.

كان المجتمع المحلي المنخرط في هذا المشروع قد حقق قبل ذلك انجازاً كبيراً بربطه قرية فرمهين بمصدر للمياه يقع على بعد 10 كيلومترات في جبل سكند. قام السكان بنقل الأنابيب متسلقين الجبل وهم حفاة. لكن هذه المهمة الشاقة كانت تستحق العناء. فلأول مرة في التاريخ، أصبحت المياه العذبة تجري في القرية، مما أدى إلى تحسين معيشة المجتمع المحلي بشكل كبير. وفي هذا الإنجاز الثاني، والذي يتحقق هو الآخر للمرة الأولى على الإطلاق، تم نقل خزان مياه كبير جداً من حديبو إلى فرمهين، وهو ما سيكون مفيداً، جنباً إلى جنب مع المياه القادمة من جبل سكند، في تجدد وازدهار شجرة دم التنين المحلية المستوطنة هناك.

كان نقل خزان المياه ضرورياً للمرحلة الثانية من “مشروع المساعدة الدولية في حالات الطوارئ” الذي يحمل عنوان “تخفيف آثار الأعاصير على النباتات المستوطنة والمهددة في أرخبيل سقطرى”، والذي وافقت عليه لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو ويموله صندوق التراث العالمي. لم تكن عملية نقل خزان المياه الضخم عبر الطرق الصخرية المتعرجة في فرمهين مهمة سهلة، خاصة عند محاولة تجنب إتلاف الأشجار على طول الطريق.

كانت هناك شجرة دم تنين واحدة على وجه الخصوص أراد الفريق تجنب إتلافها أثناء نقل الخزان، حيث أن تاجها الكثيف كان يغطي المسار بشكل معقد. وبفضل مساعدة خمسة رجال محليين تم تعيينهم للمساعدة في النقل، نجحنا في نقل الخزان عبر الطريق المتعرج إلى مشتل نباتات فرمهين دون الحاق أي ضرر بأي نباتات محلية.

يسر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الإعلان بأن المشتل في حالة جيدة، حيث تتجدد النباتات المحلية وتنمو الشتلات في قطع أراضي زراعية مخصصة داخل المشتل.