المؤتمر الدولي حول إعادة الإعمار المتكامل للتراث وتأثير ما بعد الصدمة على المجتمعات والجوانب الاجتماعية والاقتصادية للتعافي

لقد أثر التدمير المتعمد بشدة على مواقع التراث العالمي وغيرها من المعالم الأثرية والمناطق الريفية والحضرية التاريخية الهامة، سواء تلك التي تقع في المنطقة العربية أو خارجها. هذا التدمير، الناجم غالباً عن النزاعات المسلحة وترافقه خسائر كبيرة في الأرواح، يأتي تعبيراً عن أشكال متعددة ومتقاطعة من الحرمان، كالحرمان من المنزل والتعليم والرعاية الصحية والعمل والتوظيف، وتتجاوز تداعياتها الصدمة الفردية لتصبح صدمة مجتمعية، وهي الحالة التي تطلق على المجتمع الذي يضعف إلى حدّ لا يعود فيه قادراً على التعامل مع الصراعات المجتمعية ومجموعة واسعة من المشكلات الاجتماعية.

 

في هذا الصدد، كان للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يد في إطلاق والمشاركة في عدد من المبادرات المعنية بدراسة القضايا المرتبطة بمرحلة التعافي ما بعد الصراع وإعادة بناء التراث المبني ومعالجتها، وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود وتماسكها الاجتماعي لتتم إعادة البناء بشكل أفضل. وشملت هذه الجهود المشاركة في عدد من الاجتماعات المواضيعية ضمن المنتديات العالمية التي تتناول تحديات التعافي بعد الصدمات، وتنظيم حلقة نقاش حول إعادة الإعمار في الدورة الثانية والأربعين للجنة التراث العالمي في البحرين، بالإضافة إلى ثلاث ندوات عبر الإنترنت خلال عامي 2020 و2021 هدفت بشكل رئيسي إلى دمج تداعيات جائحة كوفيد -19 والكوارث الأخيرة في المناقشات التي تتناول استعادة وإعادة بناء التراث المبني وشفاء المجتمعات المتضررة.

 

وتحقيقا لهذه الغاية، ينظم المركز مؤتمراً دولياً عبر الإنترنت حول إعادة الإعمار المتكامل للتراث وتأثير ما بعد الصدمة على المجتمعات والجوانب الاجتماعية والاقتصادية للتعافي، على أن تكون مخرجاته استمرارًا لما سبقه من أنشطة في هذا السياق لوضع إرشادات جديدة لعمليات إعادة إعمار التراث بعد الكوارث، لا سيما مشروعين مهمين نتج عنهما على التوالي توصية وارسو بشأن استعادة وإعادة بناء التراث الثقافي (مركز التراث العالمي لليونسكو 2018) وورقة إعادة وتعافي المدن (اليونسكو – البنك الدولي 2018).

 

ومن المقرر أن يُعقد المؤتمر الدولي عبر الإنترنت من 8 إلى 10 نوفمبر 2021 من الساعة 10:30 صباحًا حتى 4:00 مساءً (بتوقيت وسط أوروبا)، وستشارك فيه نخبة من الخبراء وممثلي المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية مثل اليونسكو، والمجلس العالمي للمعالم والمواقع، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية، والبنك الدولي، والإغاثة الأولية الدولية، وغيرها لمشاركة خبراتهم وتقديم دراسات حالة ودروس مستفادة ذات الصلة بالتعافي والتعافي بعد الصدمة. وسيتم بث مجريات المؤتمر مباشرة على قناة اليوتيوب الخاصة بالمركز.